كان هناك إعلان عن سهرة رائعة لمطرب مشهور، أمضي والدا نبيلة ساعات استعدادا لهذه السهرة.
وبينما كانا يتأهبان بسرور لمغادرة المنزل، لاحظت الأم أن نبيلة تعاني من حمي مفاجئة. فقالت لزوجها:
"اذهب أنت ورفّه عن نفسك، أما أنا فسأبقي إلي جانب نبيلة".
فأجابها زوجها:
"لماذا عليك أنت أن تضحي دوما، اذهبي أنت إلي السهرة، فأنت جديرة بها، بعد يوم من العمل الشاق"
قالت الزوجة:
"لا يا حبيبي، أنا لا أحس بأنني أضحي بنفسي من أجل ابنتي، أنا أحب البقاء إلي جانبها دون أي شعور بالتضحية لأني أحبها".
لقد قالت الزوجة: "لا وجود للتضحية، لأن هناك حبا". وكأنها أرادت أن تقول: إذا كان هناك حب، فما من تضحية. وإذا كان هناك تضحية، فذلك يعني غياب الحب.
ويمكن القول أيضا إن هناك تضحية بسبب غياب الحب. ففي الحب تخل حر عن الفرح، في حين تكون التضحية تخليا مجبرا ومعذبا بدافع الواجب، ولن يسكن الفرح والحب والحرية، ولن تكون التضحية هدية للآخر، إذ في عمق التضحية يكمن الألم والقهر ونكران الذات.
"المحبة قوية كالموت. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته
شجرة التين |
مرقس 11: 11-14 |
ثم عاد إلى المدينة نظر شجرة التين على الطريق فطلب ثمرًا ولم يجد عليها إلا ورقًا فقط فلعنها قائلاً: لن يأكل منكِ أحد ثمرًا بعد فيبست شجرة التين في الحال. فهذا إنما كان كناية عن إسرائيل بحسب العهد القديم وكناية عن الإنسان بحسب الجسد. وهذه هي الحالة الإنسان الذي اتفق الله كل الوسائل والوسائط لخلاصهِ حتى اسلم ابنه الوحيد المحبوب لاستخراج شيء من الخير من قلبهِ والبلوغ إليهِ ليردهُ إلى نفسهِ وإلى السبيل القويم. غير ان تلك الوسائل قد ذهبت كلها عبثًا. كان قد عفا عن الشجرة هذه السنة أيضًا بتوسط خادم الكرم (لوقا 9:13) وحفر حولها وسمدها ولكنها لم تأتِ بثمر فماذا كان يستطيع ان يفعل لكرمهِ ولم يفعلهُ؟ فنحن لسنا خطاة فقط بل لم نزل كذلك بعد استخدم الله كل الوسائط الممكنة لإرجاع قلوبنا إليهِ فهذا مما يبين لنا أهمية تاريخ إسرائيل وتاريخنا أيضًا مبنيًا على شهادة الله وينبئنا عن صبرهُ العجيب وعن طرقهِ الفائقة. تلك بينة صريحة لا يسمو عليها إلا شهادة محبتهِ القاطعة بموت المسيح. فهذا مما يزيد إثمنا لدى الله إذا صررنا على عدم الإيمان. فقد كان على الشجرة ورق كثير ولكن لم يكن عليها ثمر قط. ذاك يُمثل الإدعاء بالتقوى والمظاهر الدينية أما الثمر الحقيقي الذي يطلبهُ قلب الله ويرجو أن يراهُ في خاصتهِ فمعدوم وغير موجود في الإنسان.
|
صفحة5 من 8