دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

من سيربح؟

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

كانت ليالي الأعياد قاسية علي حين أحاول أن أذهب للكنيسة فلا أجد لي مكان ، أو هكذا أتصور ، كيف أجلس بجوار زميلتي التي تلبس الذهب أشكال و ألوان و تعمل شعرها بشكل ملفت و تلبس جديد في جديد  وأنا ألبس فستان أختي الكبرى الذي مر على أختي الوسطى...

 

ثم أذهب لحفلة العيد فأجدهم بملابس أخرى .... ويتحدثون عما أكلوه و ما عملوه فيخروجة العيد و ما أكلوه في بيتزا هت أو ماكدونلد أو كنتاكي وأمي تعمل لنا حلة ملوخية أكثرها ماء لكي نعيد عليها بعد 55 يوم صيام.


و في الصيف ، واحدة تذهب لشرم الشيخ و الأخرى تذهب لسواحل أوروبا و تقول لي بكل ظرف : " لازم تيجي معانا يا مريم  " وأنا أحسن فسحة لي هي أن أتمشى على الكورنيش و آكل الترمس.

كل هذه الأسباب جعلتني متمردة ساخطة حاقدة ، لا أريد الذهاب للكنيسة ليلة العيد أو يوم العيد و لا أحتمل الأحاديث المستفزة و عبثا حاولت أمي أن تنصحني بأن أتحلى بالشكر والرضا و دائما تقول لي " ماتبصيش لفوق "

و كانت هوايتي الوحيدة هي القراءة التي بصعوبة أستطيع توفير تكاليفها ، فبالرغم من تعليمي المتوسط كانت لدي معلومات عامة جيدة ، فخطرت لي فكرة ممتازة لكي أحصل على المال ، فاتصلت بالتليفون لأشترك بمسابقة من سيربح المليون ، وكل مرة أنتظر ردهم علي ، وكانت أمي تقول لي دائما : إن المال لا يجلب السعادة و تكلمني عن عطايا الله من صحة و ستر وتعليم و وجود كنيسةتهتم بي و .... ولكني أقول لها : " معكقرش تساوي قرش "

و في يوم جاءني اتصال تليفوني ،إني قبلت ضمن الـ8 مرشحين للمسابقة و لا تسألني عما حدث لي ، لم أنم ليلتها وظللت أفكر ماذا سألبس و ماذا سأقول ولكن الذي كان يهمني هو الشيك الذي سآخذه ، هل أتوقف عند نصف مليون أم أستمر للمليون ، نعم سأستمر ... لن أنسحب ، سوف أشتري سيارةB.M.W. و موبايل و فيلا...

و جاء اليوم المنتظر و كنت الأسرع في إجابة سؤال السرعة و جلست على الكرسي ، أخيرا سمعت جملة أستاذ جورج قرداحىالمشهورة : و مع مريم من مصر ومن سيربح المليون .....

و ظللت أجاوب على الأسئلة حتى وصلت لمبلغ 64 ألف ، ثم السؤال الذي كان بعده فقد كان صعبا و قد كنت استنفذت كل وسائل المساعدة و حذرني أستاذ جورج قرداحىبطريقته الخفية لئلا أرجع لمبلغ32 ألف ولكني لم أستمع وقلت بكل ثقة : جواب نهائي "و....

و خسرت و عدت لمبلغ 32 ألف و بدل من أن أشكر ربي ، غضبت ادعيت أن أستاذ جورج قرداحي يحابي الأغنياء.

و لما تمالكت نفسي ، قررت أن أقطع كل علاقة لي بأهلي الفقراء ، لكي لا يقف مظهرهم و منزلهم عائق في مستقبلي و زواجي ،ولم أستجب لتوسلات أمي المسكينة في أن تعرف عنواني رغم تأكيدها إنهم لا يردون منيقرشا واحدا.

و في القاهرة استأجرت شقة في حيراق و عرفت الطريق إلي الفنادق ذات الخمسة نجوم و التف حولي أناس كثيرون من أصدقاء وصديقات بعد أن صرت مشهورة بعد إذاعة البرنامج.

و لسنين لم أقف للصلاة ولم أسأل عن أمي .....إلى إن جاء يوم وانقلبت بي السيارة و أصبت بكسر في العمود الفقري و عدة كسور فيرجلي و لم أجد حولي سوى زميلة مخلصة وقفت بجانبي و نقلتني إلى بيت أسرتي و كنت خجلة من نفسي جدا ، كيف أستطيع أن أنظر في عيني أمي وأخوتي الذين قاطعتهم طيلة هذه السنين ؟؟ لكن ما أن رأتني أمي حتى احتضنتني و قبلتني و آخذتني و أخواتي يخدمونني حتى امتثلت الشفاء بعد أن نفذت كل أموالي و أصبحت شبة طبيعية ما عدا عاهة صغيرة في قدمي تركها لي مخلصي الذي أحبني حتى أتذكر أن السعادة التي يعطيها المال مؤقتة ، زائفة و أن السعادة الحقيقية هي في الرضا و الشكر على كل ما يعطيه لي أبي السماوي