دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

شجرة التين

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

 

شجرة التين

مرقس  11: 11-14

ثم عاد إلى المدينة نظر شجرة التين على الطريق فطلب ثمرًا ولم يجد عليها إلا ورقًا فقط فلعنها قائلاً: لن يأكل منكِ أحد ثمرًا بعد فيبست شجرة التين في الحال. فهذا إنما كان كناية عن إسرائيل بحسب العهد القديم وكناية عن الإنسان بحسب الجسد. وهذه هي الحالة الإنسان الذي اتفق الله كل الوسائل والوسائط لخلاصهِ حتى اسلم ابنه الوحيد المحبوب لاستخراج شيء من الخير من قلبهِ والبلوغ إليهِ ليردهُ إلى نفسهِ وإلى السبيل القويم. غير ان تلك الوسائل قد ذهبت كلها عبثًا. كان قد عفا عن الشجرة هذه السنة أيضًا بتوسط خادم الكرم (لوقا 9:13) وحفر حولها وسمدها ولكنها لم تأتِ بثمر فماذا كان يستطيع ان يفعل لكرمهِ ولم يفعلهُ؟ فنحن لسنا خطاة فقط بل لم نزل كذلك بعد استخدم الله كل الوسائط الممكنة لإرجاع قلوبنا إليهِ فهذا مما يبين لنا أهمية تاريخ إسرائيل وتاريخنا أيضًا مبنيًا على شهادة الله وينبئنا عن صبرهُ العجيب وعن طرقهِ الفائقة. تلك بينة صريحة لا يسمو عليها إلا شهادة محبتهِ القاطعة بموت المسيح. فهذا مما يزيد إثمنا لدى الله إذا صررنا على عدم الإيمان. فقد كان على الشجرة ورق كثير ولكن لم يكن عليها ثمر قط. ذاك يُمثل الإدعاء بالتقوى والمظاهر الدينية أما الثمر الحقيقي الذي يطلبهُ قلب الله ويرجو أن يراهُ في خاصتهِ فمعدوم وغير موجود في الإنسان.
فقد قضى إلى الأبد على إسرائيل بحسب العهد القديم أي على الإنسان بحسب الجسد لان الله غرسهُ واعتنى بهِ فلن يأتي بثمر لهُ؛ لأن بطلانهُ وضح وضوحًا صريحًا وظهر عجزهُ عن إيفاء عناية الله بهِ. لا جُرم ان الإنسان مقضي عليهِ طبعًا بالجدب والمحل الأبدي. فهذه المعجزات جديرة بالاعتبار لان عجائب المسيح ليست فقط أدلة على قوتهِ وسلطانهِ بل بينات على محبة الله. فالقوة الإلهية كانت حالة هنالك ولكنها قوة للشفاء والتحذير من سلطة إبليس والموت ونقص كل نتائج الخطية في العالم غير ان ذلك جميعهُ لم يُغير قلب الإنسان بل بالعكس قد أثار بإعلان حضرة الله ة العدوان الكامن فيهِ نحو الله. ذلك عدوان كثيرًا ما كان مكتومًا في أعماق القلب حتى عن الإنسان نفسهِ فلا نرى بين كل آيات المسيح آية لها صفة القضاء والدينونة مثل هذه المعجزة.
فقد ظهرت حقيقة بهذه الحادثة كل الظهور وهي ان الإنسان ينبغي ان يُولد ثانيةً وان ينال حياة آدم الثاني, ويمكن لإسرائيل أيضًا ان يفوز بالرجوع بالنعمة حسب العهد الجديد غير ان الإنسان بنفسهِ حسب الجسد المقضي عليهِ بعد كل ما فعل لأجلهِ للإتيان بشيء صالح. فلا يخلص الإنسان ويخوَّ لهُ الحياة الأبدية إلا الله وحدهُ. فعندما يقبل الإنسان المسيح ينال حياة فيأتي بثمر. فالشجرة قد طعمت والله يطلب ثمرًا في الغصن المُطعَمْ لكنهُ خذل الإنسان في الجسد وانفصل عنهُ ولم تبقَ علاقة بينهُ وبين الله إلا العلاقة المختصة بالدينونة التي لابد من وقوعها عليهِ لأجل خطاياهُ. فالشكر لله لانه شاء ان يعتقهُ بالنعمة من هذا الرب، وينقذهُ بدم ابنهِ يسوع ويلدهُ ثانيةً ويصالحهُ مع نفسهِ ويتبناهُ كولدهِ ويجعلهُ بكر خلائقهِ.