دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

لسانك حصانك

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

بالأمس القريب أخبرني أحد الأصدقاء أنه ذهب إلى أحد مناجم الفحم.. وهناك وجد كل شيء حوله يتشح بالسواد.. حتى وجوه العمال والآلات وغيرها.. وفي وسط كل هذا السواد الداكن، وجد ما استلفت انتباهه.. لقد وجد وردة حمراء، تشد الانتباه وسط كل هذا البؤس.. ولما سأل عن سبب احتفاظها بهذا اللون الأحمر البديع، عرف السبب.. لقد حباها الله مادة زيتية تطرد حبيبات الفحم وغيرها من الشوائب التي تتساقط على وريقاتها الحمراء، فتحتفظ بجمالها برغم شناعة ما يحيط بها...

وقالوا قديماً في الأمثال: "لسانك حصانك.. إن صنته صانك.. وإن هنته هانك".. فإحذر فكلامك قد يكون سبباً لإدانتك.

واستقامة اللسان أمر ما أصعبه! وما أروعه! في وسط عالم يهيم بعبارات العنف والبغضة والترويع.. فكيف يتمتع الشاب بروح الانضباط في كلماته وينتقي المناسب منها.

فالإنسان الحكيم يعني ما يقـــول، ويقـــول مــا يعني.. ونــادراً ما يقول "لا.. لا لست أقصد.." بل يزن كلماته بميزان الذهب، فتخرج من شفتيه جواهر الحكمة.. والواقع أن اللسان كدفة السفينة الضخمة، التي يديرها ربانها فتتحرك حسبما يشاء... ما أكثر الذين تسببت كلماتهم فـي ضياع مستقبلهم، ولكن أيضاً ما أكثر الذين طلبوا معونة الله سبحانه أن تُزين الحكمة كلماتهم فخرجت كلمات حلوة كانت سبباً في نجاحهم ونجاح علاقاتهم...

والشاب الحكيم هو الذي يعرف متى يتكلم؟ وكيف يتكلم؟ ومتى يصمت؟ وماذا يقول بعد أن يصمت؟ فيكون سكوته حكمة، وكلامه حكمة... فما أسهل الكلام من أجل ملء الفراغ، وما أروع الكلام الذي قيل عنه: "تفاحة من ذهب في طبق من فضة.. الكلمة المقولة في أوانها..

"والواقع أن الطفل يحتاج إلى عامين ليتعلم الكلام، ويحتاج إلى عمره كله ليتعلم الصمت .. فهل يتعلمه؟

فلقد خلق الله سبحانه للإنسان أذنين مفتوحتين على الدوام، وخلق له فماً واحداً.. يضبطه بعقل راجح، ولسان به العديد من العضلات، حفظه داخل قفص من الأسنان، وأحكم بابه بشفتين.. حتى يكون مسرعاً في الاستماع... مبطئاً في التكلم... حكيماً في انفعالاته..

فالكلمة مِلك لك طالما كانت في قلبك، ولكن إن خرجت منه، فلن تستطيع كل قوات الدنيا أن تعيدها لك...

ولعلي اذكر يوماً جاءني صديقي متألماً لكلمة جارحة خرجت منه في انفعاله غضب، وتسببت في غضب أصحابه منه ونفورهم عنه، فنصحته ونصحت نفسي معه قائلاً:

* لا يكن كل همك الكلام، فمن الكلام ما قتل..

* كلمات الحكماء تُسمع في الهدوء..

* تجنب الإطالة، فخير الكلام ما قل ودل..

* لا تقلد الآخرين.. كن نفسك..

* أحذر من اللف والدوران، فالخط المستقيم هو أقصر المسافات بين نقطتين..

* لا تقاطع غيرك.. فالمتحدث البارع هو المستمع الجيد..

* راعِ المقامات، فاليوم أنت شاب... غداً ستكون شيخاً.. فأزرع الاحترام في شبابك لتحصد التقدير في شيخوختك..

* أنتقِ الألفاظ.. فالكلمات توحي بشخصيتك أكثر من ملابسك أو طريقة قص شعرك.. فانتقيها..

* ناقش الناس فيما يفهمونه.. راعِ رد فعل مستمعك.. وتجنب الكلام الجارح..

* تجنب التوافه... فالحياة أقصر من أن تضيعها في توافه..

* أحذر الحركات غير المناسبة.. فأنت لا تتكلم بفمك فحسب، بـل بملامح وجهك وحركات يديك ونبرات صوتك..

* تدرب أن تسجل لنفسك على جهاز التسجيل ساعة أو أكثر من حديثك التلقائي، وأعد سماعه.. فالتقييم يقود إلى التقويم..

* احترس من التعميم. كالذي يقول: "كل الناس كده .." فكلمة "معظم" أفضل..

* لغة الحياة العملية لها صوت أعلى من لغة الشفاه.. فلقد وهب الله الناس أذنين ليسمعوك، كما وهبهم عينين ليطابقوا حياتك وسلوكك على ما سمعوه

* أخيراً، لكن قبل كل شيء، تذكر أن الله سبحانه يسمعك، فإما أن يحاسبك على كلماتك البطالة، أو أن يكافئك على كلماتك النافعة..