دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

الملك المرفوض

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

 

 

الملك المرفوض

مرقس  11: 1-11

لقد اختتم آخر رحلة له في بيرية، وصعد يسوع وتلاميذه في الطريق المتعرج من أريحا إلى بيت عنيا على منحدر جبل الزيتون. ومن هنا استعد لدخول المدينة حيث أطلق الرب (يهوه) اسمه، وهو عارفٌ تماماً أن الصليب كان في انتظاره. ولكنه إنما لهذه الغاية قد جاء إلى العالم. وكان ذلك قرب عيد الفصح في ربيع عام 30 ميلادية. وكان عمره حوالي الثلاث والثلاثين سنة وستة أشهر- أي شاب نضرٌ نسبياً، قُدّر له أن يقضي وهو في منتصف العمر (مزمور 1-2: 24). "لَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ". كانت المدينة المقدسة تظهر بوضوح من جبل الزيتون عندما يدور المرء حول الانحناء الذي بين بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا. هنا مكث يسوع وتريث إلى أن يأتوه بالجحش الذي كان سيمتطيه داخلاً إلى المدينة كما جاء في النبوءة. "جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ". ما كان ليَهمُّ يسوعَ إذا ما كان هذا الجحش غير مروَّض. فهو الخالق وقد جاء إلى هذا العالم كإنسان، ولكونه هكذا فإن كل المخلوقات الأدنى ستخضع له (مزمور 8: 6- 8). وحده الإنسان، الذي خلق على صورة الله، هو الذي تمرّد ضده. أما بقية المخلوقات فقد عرفوه مالكاً شرعياً لهم (أشعياء 1: 3). "الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ". هكذا كان يفترض في التلاميذ أن يجيبوا إن سألهم أحد عما إذا كان لهم الحق في فك الجحش. من الواضح أن صاحب الدابة كان يعرف يسوع ويدرك الأقوال السابقة التي تشير إليه. "وَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً عَلَى الطَّرِيقِ فَحَلاَّهُ". وجد كثير من المفسرين القدماء في هذا إشارة إلى الإنسان ذاته، وقد وصل إلى مفترق طرق عليه أن يأخذ قراره عنده. لم يجد المرسَلان صعوبةً في إيجاد الجحش. كان كل شيء كما ذكر يسوع تماماً. "متأكدين منهما"، تساءل القوم هناك فيما إذا كان يحق للتلاميذ أن يأخذوا الجحش كما كان يسوع قد توقع. من الواضح أن هؤلاء لم يكونوا مالكي الدابة، بل مجرد عابري سبيل خشوا أن يقوم التلميذان بأي فعل غير مناسب. "كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ". لم يكن هناك أي اعتراض عندما أوضح التلميذان المرسلان الأمر كما أوصى الرب. "أَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا". مرتجلين شكلاً من السرج بثيابهم المتدلية المتهدلة، أعدوا الجحش ليحمل يسوع إلى المدينة. "كَثِيرُونَ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ....وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ الشَّجَرِ". في غمرة حماستهم التقوية حاولت تلك الجموع المتواضعة تقديم ترحيب ملكي فخم للملك. "«أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!". بإرشاد إلهي رنموا كلمات المزمور 118: 26، مدركين انطباقها على المسيا الموعود لبني إسرائيل. "أُوصَنَّا" تعني "خلّص الآن"، أو "نلتمس أن تحررنا"، رداً على "«لِيَحْيَ الْمَلِكُ!»". وهذه تحية إجلال اعتيادية توجه إلى السلطة الملكية (أخبار الأيام الثاني 23: 11). "مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ". لدقيقة كاد يُعترف بيسوع كوريث شرعي لعرش داود (لوقا 1: 32). ولكن لم يكن الأوان قد حان له بعد ليرتقي ذلك العرش. سوف يعيد بناء خيمة الاجتماع لداود الملقاة أرضاً ولكن ليس قبل أن يعود في المجد (أعمال 15: 16؛ عاموس 9: 11، 12). "فَدَخَلَ يَسُوعُ ....الْهَيْكَلَ"، كما تنبأ ملاخي (3: 1). ظاهرياً، اكتفى يسوع بإلقاء نظرة على الهيكل في هذا اليوم الأول من أسبوعه الأخير؛ رغم أنه ليس من السهل التأكد من ذلك. ولكن على الأرجح أن الأحداث المدونة في متى 21: 12، 13 قد جرت في زيارته الثانية للمدينة. "لَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ". لقد فرض يسوع على نفسه ومن تلقاء ذاته ألا يمضي ليلة في المدينة المقدسة خلال أسبوع الآلام. لقد كان يعرف مسبقاً أنه سيتألم خَارِجَ الْبَابِ (عب 13: 12، 13). لم يكن له مكان في "مدينة الملك العظيم" (متى 5: 35). لقد وجد ملتجأ بين الفقراء والمتضعين، ومع أولئك الذين كانوا ينتظرون تعزية اسرائيل.