دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

الهروب والهجره

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

الهجره والهروب

-          وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، اسْمُهَا «عِمْوَاسُ».

لقد ذهبا تلميذي عمواس وأحدهما يدعي كليوباس الي قرية بعيده تدعي ((عمواس)) وهي المره الوحيده التي ذكر فيها الكتاب المقدس أسمها وهي كانت تبعد عن أورشليم 11 كم تقريبا بحسب التقليد اليهودي . وهذا يُظهر لنا أن التلميذين كانوا يحاولون أن يبعدوا عن الحدث والاحداث وهو أنهم تأثروا جدا بموت المسيح وقد خيب ظنهم الخاطيء بأنه سيملك ملك أرضي وسيملكون معه ويتمتعون بكل مميزات السلطات الارضيه بما أنهم كانوا يتبعونه لكن قد جاءت الساعقه التي لم يكن يتوقع أي منهم أنه قد مات ولم يمت موته طبيعيه لكنه بأبشع أنواع الموت الصلب أي ((اللعنه)) لانه بحسب الشريعه ((مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ))(غلا13:3) ففضلوا أن يبتعدوا عن هذه الأحداث هذه التي أزعجتهم وجعلتهم عابسيين الوجه كما قال لهم الرب كما سيأتي الحديث .

-          وهذا الامر يأخذنا إلي الذين يتركون البلاد ويهاجرون إلي البلاد البعيده هروبا من الاحداث وليس بحسب مشيئة الله في حياتهم , وستوضح لنا هذه القصه في بعض الافكار الرئيسيه عن وجه الشبه النتطابق جدا بين هذه الحادثه مع التلميذين والهجره :-

-          أولاً : سرعة القرار :

-          لقد أخذوا قرار سريع جدا بترك أورشليم وهذا يظهر في عدد 13 في كلمة ((كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ) أي يمشون لا متمهلين بل منطلقين بخطوات سريعه نحو عمواس بغض النظر عن ما في عمواس لكن المهم أن يبعدون ولم يسألوا أحدا .وهكذا في موضوع (الهجره) كثيرون يأخذون هذا القرار بسرعه بدون أن ينظروا إلي ما يريده الرب لهم وما عاقبة هذا القرار علي حياتهم في أنتقالهم الي المكان البعيد. وهم يكونوا في حاله من التسرع الرهيب .

-          ثانياً:الاحداث والافكار :

-          في عدد 14 من الاصحاح يظهر لنا أنشغالهم التام وأفكارهم قد تشبعت بالأحداث لدرجة حتي بعد أن تركوا أورشليم مازالوا يتحدثون ويقول الكتاب : ((وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ.)) وهنا تظهر المشكله الحقيقيه وهي أن العدو قد نجح في أن يشغل أفكاهم فقط بالحوادث وأن ينسوا وعود الرب لحياته وهو قد قال لهم أنه ينبغي أن يموت وفي اليوم الثاث يقوم . وهكذا البعض من الذين يهاجرون ليس كلهم بالطبع يهربون بسبب أنهم لم يتمسكوا بمواعيد الله وقد فقدوا الثقه بأنه يرعاهم ويهتم بإحتياجاتهم في أي مكان بغض النظر عن الظروف والأحداث المحيطه بهم في بلادهم وقد نسوا بأنه رعاهم وسيرعاهم وهو الذي سيتكفل بهم والمسئول عنهم وعن أولادهم وحفظهم من كل شيء وهذا أخطر شيء فيبقوا في حاله من الأنزعاج حتي بعد أن تركوا البلاد أيضا يبقوا منغشلين بالاحداث .

-          ثالثاً:أقتراب يسوع في المسار :

-          15((وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا)) بالرغم من أنهم كانوا مشغوليين بالاحداث وليسوا مشغوليين بأله الالهه وهو صانع كل حدث في هذا الكون . من رحمته ومحبته أقترب منهم والغريب أنه لم يمنعهم علي أن يكملوا الطريق فهو يحترم إرادتهم , وكان يمشي معهما ويستمع إليهم الي كل ما كانوا يتكلمون به . وليس هذا رضي بأنه موافق علي هذه الطريق لكن من أمانته وصلاحه يقترب منا ويمشي معنا حتي يعيدنا الي المسار الصحيح كما سنري في القصه .

-          رابعاً: عدم الرؤيه بسبب الاخبار :

-          16((وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ.)) إن إنشغالهم بالأخبار والأحداث المحيطه جعلتهم عميان تماما لدرجة أن الرب أقترب منهم وكان يمشي معي ليس من بعيد كان يراقبهم بلا يقول الكتاب أقترب نهم وقد أظن قد كان في وقت أثناء السير يلمس أجسادهم ولكن أُمسكت أعينهم علي أن يروه . ويا لهذه النتيجه المؤسفه . في سيرنا يبقي الرب معنا ولا نراه ومن يهاجرون ليس بحسب مشيئة الله لهم من كثرة أنشغالهم بالحدث والاخبار المزعجه من حولهم يفقدون رؤية الرب ويقولون كما قال ((جدعون )) أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟(قض13:6) هذا هو حالهم لأنهم فقدوا الرؤيه لله القدير القادر علي كل شيء

-          خامساً: العبوسه والانحدار :

-          عدد17((فَقَالَ لَهُمَا:«مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟)) لقد أنحدروا من أورشليم ونزلوا الي عمواس وأدي  الكلام الذي يتكلمون به وتركهم مدينةالسلام ألي أنهم عَابِسَيْنِ , وهذه هي نتيجه حتميه لكل من نسي وعود الله له وفقد العشره والعلاقه معه بعدم رؤيته له سيفقد سلامه وبالطبع يبقي عابس الوجه والكثير من المهاجرين ليس بحسب مشيئة الله لهم بالرغم من أنهم يتوافر لهم كل متطلبات الحياه والرفاهيه لكنهم عابسين ومكتئبين وهذا بالطبع ما يحدث لأن الفرح والسلام الحقيقي في فعل ما يرده الرب منا .

-          سادساً:الجهل وحياة الاختبار

-          ((18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، الَّذِي اسْمُهُ كلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ:«هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟.19 فَقَالَ لَهُمَا:«وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ:«الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.20 كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ21 وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ، مَعَ هذَا كُلِّهِ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ.

-          وهنا تظهر حاله من الجهل والعمي الروحي , فهنا يتهم كليوباس وهو أحد التلميذين الرب بأنه متغرب أي غير موجود ولا يعلم شيء وهذه هي نتيجه طبيعيه للعمي الروحي هو أن الانسان يشعر أن الله غائب عن الاحداث ولا يعلم وهذا يقود إلي الامر الثاني وهو عندما سأله الرب

-           وما هو؟  قال ما يدل علي جهله الروحي  فقال :

-          أ- إنساناً : فيسوع كان بالنسبه له إنسان وهو هكذا لكن هذه نصف الحقيقه لكن بالطبع كان يجهل أنه الله الظاهر في الجسد

-          ب- نبياً : وهو أيضاً فهم خاطيء فهو قد أعتبره نبي مثل سائر الانبياء وهو أبن الله

-          ج- كنا نرجو : كان يرجوا ولكن رجاءه قد خاب في وجهة نظره بموت المسيح في تحقيق الفداء لاسرائيل لأنه لم يدرك أن الفداء ليس أمر أرضي بل أنه مشروع سماي والميح قد جاء ليفدي ويصنع فداء أبديا لشعبه من دينونة الخطايا وعقابها

-          د- له ثلاث أيام : لقد أنتهي الحدث بالنسبه لهم أنه مات منذ ثلاثة أيام ولم يفكر في وعده بأنه سيقوم

  • وهنا يظهر لنا أن الكثير منا يعرف نصف الحقائق وهذا هو الجهل بعينه .

-          22((بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِرًا عِنْدَ الْقَبْرِ،23 وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ.24 وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضًا النِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ».

-          وهنا تظهر لنا غياب حياة الأختبار الحقيقيه  هم سمعوا فتحيروا فقط لم يصلوا الي مرحلة أنهم عاشوا لأنهم هربوا فكثيرا منا بسبب هروبهم من قرار التبعيه الحقيقيه للرب يسوع والسير معه وأكتفوا بالسماع فقط عندما تأتي المحكات الصعبه في الحياه يخوروا ويهربون (يهاجرون) لكن عليك عزيزي القاريء أن لا تهرب بل أن تتمسك أكثر بالرب وبمواعيده وتطلب منه إختبار حقيقي لتري قدرته العظيمه في كل حياتك .

-          سابعاً : التوبيخ وتصحيح المسار :

-          25((فَقَالَ لَهُمَا:«أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ26 أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟27 ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.

-          لقد وبخ الرب التلميذان ووصفهم بأنهم أغبياء , وبطيئا القلوب في الايمان , وهذا هو دور الرب المحب الذي يقوم بتوبيخنا ليس للتوبيخ وحسب كما يفعل الكثيريين لكن لكي يصحح مسارنا ففي رحمته يوبخنا فيقول الكتاب ((يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ.))(عب 5:12) فالتوبيخ هنا يرافقه النصيحه والتذكير في هذه القصه الرائعه فقال لهم أنه كان ينبغي أنه يموت ويتألم ثم أبتدأ يشرح لهم من موسي والانبياء أي من البدايه ومسيرة الشعب معه أيام موسي وكيف عانوا وتألموا في البريه لكن الرب كان معهم وشق البحر أمامهم ولم يعوزهم شيء بالرغمن ظروف البريه القاسيه وقد رءوا أعدائهم وهم يغوصون في البحر مثل الرصاص وقد أهلكهم الرب . حتي يعيد ثقتهم به ودعني أقول لك عزيزي القاريء :

-          قد تكون قد هاجرت ولم تأخذ رأي الرب في هذا القرار تسرعت لكن ثق أنه يحبك وهو بجوارك ويخاطبك وقد يكون يوبخك لكن لأنه يحبك ويشجعك من جديد للعود إليه وبالطبع إالي المسار الصحيح كما فعل مع تلميذي عمواس , ويكلمك وقد يكون قلبك ملتهب فيك بسبب كلامه لك كل لحظه وإذا تجاوبت مع كلامه بالطبع تنفتح عينك فتمسك فيه كما فعلوا وقالوا له 29((فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ:«امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا،)) والقرار الذي ينبغي عليك أن تأخذه هو العوده لست أقصد فقط العوده إلي المكان الذي كنت فيه فقط بل العوده إلي الرب والعشره معه والتمتع به ورؤيته كما فعلا التلميذين 33((فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ، هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ)) وهذا هو القرار الصحيح الذي ينبغي عليك أن تأخذه