.
هو كالمرض الخبيث يبدأ بالتسلل الى داخل الجسد ويفتك به لا نحس بوجودة ولا ننتبه له وهو يصيب اعضاء الجسد واحدآ تلو الآخر ، بعض هذه الاعضاء ينصاب نتيجة الجهل والانقياد وراء أفكار متطرفة ، والبعض الاخر من الاعضاء يصاب بأرادته وأختيارة .
ان الجسد الذي اقصده هو المؤمنين ، والمرض الفتاك هو الادانة والتعصب.
فلقد أصبح المؤمنين عندما يقرأون كلمة الله وماقالة السيد المسيح حول اخطاء وتصرفات سلبيه لابد الحذر منها والابتعاد عنها يسقطون هذه الاخطاء والسلبيات على الاخرين من أصحاب الطوائف والمعتقدات المسيحية الاخرى او من اصحاب الديانات الاخرى المختلفة . ناسين او متناسين إن صح الكلام عيوبهم وأخطائهم ... وهذا هو الادانة والتعصب وتخطيء الاخرين واضفاء صيغة الصلاح والبر على النفس ، وان نرى القشة في عين الاخر وننسى الخشبة التي في عيوننا .
إن الهنا ومخلصنا المسيح كانت كلماته قوية وواضحة وصريحة ( لاتدينوا ) بدل أن ننطق بكلمات الادانة والتمييز والتعصب الاعمى النابع من الجهل بفكر الله ينبغي لنا ان ننطق بكلمات البركة ، والصلاة والدعاء للاخرين بأن يرشدهم الله ويملأ حياتهم بالنور والبركات ، ان نكون أمامهم مستحقين أن نحمل هذا الاسم ( مسيحيين ) بالفكر بالتصرف بالعمل والاهم بالمحبة وليس بالادانه .
دعونا لانكون كالنبي بلعام الذي اراد ان ينطق باللعنات على شعب الرب وقبل ان يغير الله لعناتنا الى بركات كما فعل مع بلعام دعونا نغير انفسنا ونكون مرآة تعكس بركات ومحبة الله .
ان هذا المرض هو خطة شيطانية تقوم على ستراتيجية طويلة الامد مفادها أن نركز فكرنا ونظرنا وادانتنا نحو الاخرين ونهمل بناء انفسنا من الداخل والنهاية تكون أن نسقط ويكون سقوطنا عظيما ونجاح ابليس كبيرآ .
إن هدف الخطة الالهية هو ذات الانسان نفسه وافكارة . ان عهد الله مع بني اسرائيل في سيناء كان حول بناء الانسان الذي لايسرق ولا يقتل ولايزني ولا يحلف بالرب باطلا ويكرم أباه وأمه ولايعبد الاوثان ... لم يكن في وصايا الرب التي هي اولى الوصايا الالهية للبشرية وصية حول نقد الاخر وتكفير وتخطيء الاخرين .
لقد قال الله في كلمته وهي الحق ( أيها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الحق ، ومن لايحب لم يعرف الله لان الله محبة )
فأين المحبة ونحن ندين الاخرين .....
أو لنقول من منا بلا خطيئة ليرمي الاخرين بحجر الادانة والتعصب ...