دعوة للحياة

أولئك الذين يملكون قلوبًا مليئة بالمحبة، تكون أياديهم دائمة ممدودة حين نصغي بصدق، علينا أن نتوقع أن ما نسمعه قد يغيرنا كنت انت التغير الذي تريد أن تراه بالعالم انت قوي بما يكفي لتتحمل و تتجاوز ما تمر به اليوم لا يمكن أن تصلح نفسك بأن تكسر غيرك كل الأمور الصالحة هي من عند الله يقدمها للبشر بقوته الإلهية وقدراته ويقوم بتوزيعها لمساندة الإنسان فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكنها (ارادتنا) لا تستطيع أن تصل هذه الغاية ما لم تنل المعونة الإلهيّة الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح أبواب السماء المجد لك يا من أقمت صليبك جسراً فوق الموت، تعبر عليه النفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة إن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان في البراري والمدن والمسكونة، على الأرض وفي البحار أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الصارخة

مقالات الموقع

الحياة المُكرسة

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

الحياة المُكرسة

ذهبت مرة إلي بلدة قريبة لإسمع موعظة عن التكريس ، ولم تكن فيها رسالة خاصة موجهة إليّ ، ولكن عندما ركع المتكل في صلاة الختام نطق بهذه العبارة : "أيها الآب ، أنت تعلم أننا نستطيع أن نثق في ذاك الذي مات لإجلنا" وفي هذه العبارة كانت الرسالة الموجهة إلى قلبي . قمت وانطلقت في الشارع لأركب القطار . وفي أثناء إنطلاقي كنت أفكر عميقاً فيما يعنيه التكريس بالنسبة لحياتي ولكني كنت وجلاً متردداً . وفي وسط ضوضاء الشارع وحركة المرور أتاني صوت خفيف هادئ "إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك" ركبت القطار لأذهب إلى منزلي وبينما أنا في القطار كنت أفكر فيما يعنيه التكريس من انقلاب في حياتي ، من تضحيات وجهاد ، من سهر وصلاة وكنت متردداً وجلاً . ثم أتاني ذلك الصوت الخفيف الهادئ "إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك" ذهبت إلى منزلي وقصدت حجرتي وهناك على ركبتيّ استعرضت كل حياتي الماضية. لقد كنت مسيحياً وعضواً في كنيسة ومدرساً في مدرسة أحد ولكني لم أكن قد سلمت بعد حياتي بجملتها لله. ثم عدت وفكرت في مشروعاتي التي قد تفشل والآمال المزدهرة التي قد تطرح جانباً ، وترددت ووجلت . ثم عاد وأتاني ذلك الصوت ولكن هذه المرة في قوة مقنعة "إنك تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك . وإن لم تثق فيه ففي مَن إذن تستطيع أن تثق ؟" وعندئذ انتهى الإشكال من أمامي لأنني تحققت تماماً أن ذلك الشخص الذي هكذا أحبني حتى مات من أجلي يمكن الوثوق به ثقة مطلقة من جهة ظروف الحياة .

أيها الصديق تستطيع أن تثق في ذاك الذي مات لأجلك. تستطيع أن تثق في قيادته لك في الطريق الأفضل لك في هذا العالم. ثق أنه لن يخمد فيك فتيلة يجب إشعالها. ثق أنه ينفذ كل رغبة فيك لمجد الله ولخيرك العميم. ثق أنه لا يطلب منك إلا الطاعة التي تنتهي بأعظم بركة لحياتك ولملكوت الله. ثق أنه لن يسلبك شيئاً فيه منفعة لك بل ثق أنه يشبع بالخير عمرك ويكلل حياتك بملء غنى نعمته ومحبته.

اتكلت على كلامك

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

"لأَنِّي اتَّكَلْتُ عَلَى كَلاَمِكَ" (مز42:119)

ليس للإيمان علاقة بالإحساسات أو التأثرات أو الإحتمالات أو المظاهر الخارجية ، وإذا أردنا أن نجمع هذه مع الإيمان لا نكون حينئذ مستندين على كلمة الله . وذلك لأن الإيمان لا يحتاج إلى شئ من هذه الأشياء المتقدمة . الإيمان يستند على كلمة الله وحدها ، عندما نصدق الكلمة من القلب نجد الراحة الصحيحة

إن الله يُسر بأن يمتحن الإيمان ، وذلك لإجل بركة نفوسنا بصفة خاصة ثم أيضاً لأجل بركة المؤمنين الذين نعيش بينهم كما أيضاً لبركة الذين هم من خارج ، لكننا نرفض هذا الإمتحان ونخشاه بدلاً من أن نرحب به . عندما تأتي التجارب يجب أن نقول "إن أبي السماوي يضع كأس التجربة هذه في يدي لكي أحصل فيما بعد على شئ حلو".

.إن في التجارب تغذية الإيمان . ليتنا إذن نستودع نفوسنا في يدي أبينا السماوي الذي يسر بعمل الخير لأولاده جميعاً

ولكن التجارب والصعوبات ليست الوسيلة الوحيدة لإزدياد الإيمان . إن هناك وسيلة أخرى وهي مطالعة الكلمة الأمر الذي يجعلنا نعرف الله كما أعلن نفسه لنا فيها.

هل تستطيع أن تقول ، نتيجة معرفتك لله المعرفة الصحيحة ، إنه إله محب ؟ إن كنت لا تستطيع ذلك فإني أرجوك بالمحبة أن تسأله لكي يعطيك هذه المعرفة حتى يمكنك أن تعجب بلطفه وشفقته وحتى تقدر أن تذوق كم هو صالح وتعرف مقدار رغبته الشديدة في أن يُشبع أولاده خيراً ورحمة.

إنه كلما زاد إدراكنا لهذا الأمر ووصل إلى قرارة نفوسنا كلما سهل علينا أن نسلمه ذواتنا وأن نقبل عن طيب خاطر كل مايجريه معنا. في حالة كهذه عندما تأني الصعوبة نقول "إني أنتظر لأرى ما هو الصلاح الذي أنا موقن أن الله سيصنعه معي بواسطة هذه الصعوبة" عندئذ يمكننا أن نشهد أمام العالم عن أمانة الله كما يمكننا أيضاً أن نكون سبب تعضيد وتسنيد لإخوتنا

جورج مولر

أتحبني

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

 

أتحبني ؟ (يو21: 15-17)

"أتحبني؟" ياله من سؤال فاحص للقلب ؟ بل يا له من سؤال محرج ؟ فبينما كان بعض التلاميذ حول النار ، بعد أن تعبوا الليل كله ولم يمسكوا شيئاً  ،

وبينما كانوا يتغدون ، في صمت تام ، بالسمك الذي أعده لهم الرب على الجمر ، إذا بالرب يقاطع هذا الصمت بتوجيه هذا السؤال إلى بطرس "أتحبني؟" . بطرس الذي منذ وقت قصير أنكره ولكنه خرج إلى خارج وبكى بكاءً مراً.

"ياسمعان بن يونا . أتحبني ؟" إن الرب لا يقنع إلا بكل محبة القلب ولكن بطرس الذي عرف نفسه ، ولم يعد يثق في ذاته بعد سقطته التي ما كان ينتظرها يجيب قائلاً "ياسيد أنت تعلم إاني أحبك" ولكن الرب يعود ويكرر له السؤال لكي يسمو به إلى مستوى السؤال الموجه إليه . فينفطر قلب بطرس من الحزن لأنه ظن أن الشك في محبته للرب قد تسر إلى قلب سيده ، فيجيبه متأثراً "ياسيد أنت تعلم كل شئ أنت تعلم إني أحبك"

لقد كان هذا السؤال إمتحاناً لتكريس بطرس وإخلاصه . والرب قصد أن يركز كل شئ في هذا السؤال البسيط إنه أعظم سؤال حيوي في الحياة الروحية ولازال هذا السؤال هو سؤال اليوم. وسيظل سؤال الغد ، لكل فرد من قطيع الرب

انتظار الرب

أرسل لصديقك طباعة صيغة PDF

 

 

انتظار الرب

"وأما منتظروا الرب فيجددون قوة" (إش31:40)

لقد صلى إيليا إلى الله أن لا تمطر . وإذ صلى هكذا أعاد ذكر الله إلى الأذهان والله لم يخيّب قصده "فلم تمطر" لأن الله يأبى إلا أن

يعمل معنا عندما نعمل بالإيمان لإعلان اسمه ويكون أساس هذا الإعلان مجده وحده . ونحن نوقن أن إيليا النبي إنما أعلن الله للناس

على ذلك الأساس فقط ، إذ لم يكن يُسره قط أن يرى الأرض وقد تحولت إلى برية قاحلة مُجدية ، ولا أن يرى إخواته وهو يهلكون

!بواسطة مجاعة ومايتبعها من أمور مُرعبة

وهذه الصلاة كانت نتيجة انتظار طويل في محضر الله وعمل روح الله في نفس خادمه العزيز . حقاً نستطيع أن نقول "جيد أن ننتظر الرب " ؛

والإنتظار لا يأتي بالنتائج والإجابة الحسنة فقط كما نرى في مسألة إيليا ، ولكن بالتدريب العميق للنفس والشعور بالراحة والسلام التام

وسط صعوبة الظروف . فما أعظم التعزية ، ويالها من بركة له أن يسمح لروحه بأن تسبح ولمشاعره بأن ترتفع نحو الله الذي وحده يستطيع

.أن يرفعه فوق مستوى جاذبية العالم المنظور إلى جو هادئ ومُنير في حضرته المُباركة ، بل ويجعله أيضاً أكثر تأثيراً فيمن حوله

.ياليتنا جميعاً نكون أكثر إنتظاراً للرب جاعلين أكبر الصعوبات في حياتنا أو الصعوبات حولنا سبباً للإقتراب إلى عرش النعمة

وهكذا نكون أفضل تأثيراً في الأوساط التي نعيش فيها وليس هذا فقط بل وتمتلئ قلوبنا بالراحة والشجاعة بواسطة الإنتظار لله لأن الوعد

.لم يَخِب قط "منتظرو الرب يجددون قوة" وهو وعد ثمين ياليتنا نتشبع به أكثر فأكثر

إننا في حاجة إلى نكون أكثر انتظاراً في حضرة الله إلى حد يتناسب مع حاجتنا

فإذا شعرنا أن الحاجة تستدعي أكثر مما نفعل فيجب أن يكون عندنا شئ أكثر من روح الصلاة

– تلك الروح التي تضع الله في مركزه اللائق به كالله القدير رغم ظلام الظروف وتضعنا نحن في مركزنا اللائق بنا كالمعتمدين عليه والواثقين فيه

 

ماكينتوش

صفحة3 من 9